هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ذكريات من يبنا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
abowael
يبناوي مخضرم
يبناوي مخضرم
abowael


ذكر
عدد الرسائل : 173
العمر : 41
تاريخ التسجيل : 16/09/2007

ذكريات من يبنا Empty
مُساهمةموضوع: ذكريات من يبنا   ذكريات من يبنا I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 14, 2009 8:45 am

"لـم نكن مجموعة من الفلاحين البسطاء كما وصفونا، ولـم نتخلَ عن أرضنا بسهولة، فقد استبسلنا في الدفاع عنها، وقدمنا الغالي والنفيس من أجل الذود عنها، وعلى أرضها سقط خيرة أبنائنا".
بهذه الكلـمات بدأ الحاج عزات خلف (89 عاما)، حديثه لـ"الأيام"، مستذكرا بطولات الفلسطينيين في الدفاع عن أرضهم وحمايتها من العصابات الصهيونية، التي بدأت بمهاجمة القرى والـمدن الفلسطينية الآمنة في العام 1948.
ورغم الضعف الشديد الذي اعترى حاسة السمع عنده، واعتلال جسده النحيف، واشتعال رأسه وذقنه بالشيب، إلا أن ذاكرة الحاج عزات بدت شابة يقظة، تستحضر الـمواقف والأحداث التي مضى عليها أكثر من 58 عاما، وكأنها وقعت قبل أشهر أو أسابيع.
وبعد أن صمت للحظات، وأطلق تنهيدة طويلة، قال الحاج عزات، "حين وصلت أنباء مهاجمة الـمدن والقرى الفلسطينية من قبل العصابات الصهيونية، استشعر الفلسطينيون من سكان قرية يبنا القريبة من مدينة يافا الساحلية "مسقط رأسه" بالخطر، فراحوا يعدون أنفسهم لـملاقاة العدو والدفاع عن أرضهم وديارهم، فجمعوا السلاح، وأقاموا السواتر والتلال على مداخل القرية".
وأضاف: "ما هي إلا أيام حتى بدأ سكان قرى "الـمغار ــ وروبين ــ والقبيبة"، يستنجدون بالـمقاتلين في قرية يبنا، الذين هبوا سريعا لنجدة إخوانهم، فكالوا الضربات والهزائم للـمعتدين، وكبدوهم خسائر فادحة في الأرواح والـممتلكات، بعد أن أجبروهم أكثر من مرة على التراجع والتقهقر".
وتابع يقول "ظلت الحرب بيننا وبينهم خارج قريتنا عدة أسابيع، إلى أن وصلوا إلى قرية بشيت، مدجيين بالسلاح والعتاد، الذي مدهم به الجيش البريطاني، فهب الـمقاتلون من يبنا لنصرة جارتهم بشيت، ودارت معركة عنيفة بين الجانبين استمرت عدة أيام، وقد وصفها خلف بالـمعركة العصيبة، لدرجة قوله إنها كانت أصعب وأقسى من معركة "عبور الجيش الـمصري قناة السويس"، مشيرا إلى أن العصابات الصهيونية أضطرت للتراجع عن مداخل القرية بعد أن خسرت عشرات القتلى، في حين شيع الفلسطينيون سبعة شهداء، وداووا جراح بضع عشرات من الجرحى.
وأكد أن الفلسطينيين بدأوا في ذلك الوقت بتجميع صفوفهم مجددا، لصد أي هجوم جديد محتمل على قريتي يبنا وبشيت، فاكتشفوا أن ثمة نقصاً حاداً في الذخيرة، وعلى الفور أرسلوا وفدا منهم للجيوش العربية التي كانت تتمركز وقتذاك على مقربة من الـمجدل، وطلبوا منها إمدادهم بالذخيرة ولو بثمنها، فقوبل طلبهم بالرفض عدة مرات، بذريعة أن الجيوش ستتحرك لاحقا لنجدتهم.
وأردف قائلا "ما هي إلا أيام حتى عاودت العصابات الصهيونية هجومها على بشيت، مدججة بأعتى أنواع الأسلحة، فأضطر الـمقاتلون للتراجع والتحصن داخل قرية يبنا، ومعهم طلقات تعد على أصابع اليد، لكن إرادتهم كانت قوية وعزيمتهم متينة، ومع ذلك سقطت بشيت، وباتت يبنا آخر ما تبقى من القرى الـمذكورة".
وأكد أن الهجوم على يبنا كان مختلفا عما اتبعه الصهاينة خلال هجومهم على القرى الأخرى، فقد أحكمت العصابات اليهودية حصارها الـمشدد على القرية من ثلاث جهات، وأبقت جهة مفتوحة، قبل أن تمطر القرية بعشرات القذائف من الـمدافع البريطانية التي وصلت لهم مؤخرا، ورغم ذلك تمكن الـمقاتلون من صد الـمعتدين أكثر من مرة.
وبين أنه وأمام اشتداد الهجمة ونقص الذخيرة واستحالة التمويل، أضطر الفلسطينيون للتقهقر والتراجع لبلدة السدود، ثم الـمجدل، ومن ثم إلى غزة، لتبدأ هناك فصول من الـمعاناة، ويتحول الفلسطينيون إلى لاجئين يتلقون الـمعونات، من الأمم الـمتحدة.
أما الحاجة أم هاشم دعبس (79 عاما)، ورغم حزنها على أرضها وديارها التي تركتها قسرا في العام 1948، فإنها ما زالت تشعر بالفخر، لـما فعلته مع زوجها في ذلك العام الذي شهد زواجها.
فقالت دعبس وهي من قرية يبنا أيضا: "في ذلك الـمساء رأيت الحزن في عيون زوجي، بعد أن عاد من الخارج، وقد شاهد عشرات الشبان يحملون بنادقهم ويستعدون للدفاع عن قريتهم، فسألته عن سبب حزنه؟، فاخبرني أن السبب يرجع لعجزه عن امتلاك بندقية يدافع بها عن أرضه.
وتابعت تقول: "لـم أتردد، فخلعت الحلي التي كانت تزين يدي وعنقي، وأعطيتها لزوجي، الذي لـم يتردد للحظة في بيعها وشراء بندقية وذخيرة بثمنها، وقد خاض مع رفاقه أروع معارك البطولة والشرف، مدافعا عن قريته وأرضه، إلى أن أضطر كغيره للتقهقر بعد نفاد الذخيرة واشتداد الهجمة وغياب الإمداد".
واستذكرت دعبس دور النساء في تلك الـمعارك التي وصفتها بالبطولية قائلة، لـم نكن نلتزم البيوت كما يظن البعض، فكنا نشارك الرجال في إقامة السواتر والدشم، وننقل الأنباء والتعليمات والذخيرة للـمجموعات خلال القتال، وقد سقطت العديدات منا ما بين شهيدة وجريحة.
وفي نهاية حديثهما أكد خلف ودعبس، أنهما لـم ينسيا أرضهما ولن يفعلا ذلك أبداً، وسيظلان يزرعان حبها في قلوب أبنائهما وأحفادهما، إلى أن يتوفاهما الله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://yebna.yoo7.com
 
ذكريات من يبنا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» يبنا إحدى القرى الفلسطينية المحتلة
» يبنا ويا يبنا
» قرية يبنا....قرية يبنا
» تعرف عام عن بلدتى يبنا
» أهلاً وسهلاً بكم أهالي يبنا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: ~¤®§(مـاذا تـعـرف عـن يـبـنـا)§®¤~ :: ~¤®§(يـبـنـا أيـام زمـان)§®¤~-
انتقل الى: